قَال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَقَالُوا} أَيْ: كُفَّارُ مَكَّةَ]: لأنهم هم الذين اقْتَرحُوا الآيات، كما قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا}[الإسراء: ٩٠].
قوله عَزَّ وَجَلَّ: [{وَلَوْلَا} هَلَّا]: فتكونُ للتَّحْضِيضِ، وهذه إحْدَى معَانِي (لولا)، والمعنى الثاني: أن تكونَ شَرطِيَّةً، أي: حرفَ امتِنَاعٍ لوُجودٍ، مثال ذلك قوله تعالى:{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ}[البقرة: ٢٥١]، وكذلك قوله تعالى:{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[النور: ١٤]، أما هنا فهي للتَّحْضِيضِ بمعَنْى (هلَّا).
قوله: [{آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} وفِي قِراءَةٍ: "آيَة"(١) كنَاقَةِ صَالحٍ وعصَا مُوسى ومائِدَةِ عِيسى]: والقراءة هنا سَبْعِيَّةٌ؛ لأن من اصْطلاحِ المُفَسِّر إذا قال:"وفي قراءةِ"، فَهِي سبعيَّة، وإذا قال:"وقُرِئَ" فهي شَاذَّةٌ. وآية وآيات بمعنى واحد؛ لأن آيةً نَكِرَةٌ في سياق ما يُشْبِهُ الشَّرطَ فتَعَمُّ، والمعنى: هلَّا أُنزل عليه آية، أي: علامة على صِدْقِه