قوله:{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}: (مَا): نافِيَةٌ وليست حِجَازَّيةً؛ لأن النَّفْي انتَقَضَ، وابن مالك رَحِمَهُ اللَّهُ يقول في الألْفِيَّةِ (١):
فالشاهد قوله:[مَعَ بَقَا النَّفْي] أي: بشرطِ ألا يَنْتَقِضَ نفْيُها.
وقوله:{هَذِهِ} الإشارةُ هنا للتَّحْقِيرِ ودُنُوِّ مرْتَبَتُهَا، والإشارةُ للتَّحقِيرِ وارِدَةٌ في اللُّغةِ العربِيَّةِ كما في قوله تعالى عن الكفَّارِ:{أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ}[الأنبياء: ٣٦]، يعني: ما هذا الحقيرُ الذَّلِيلُ الذي يذْكُرُ الآلهةَ، وهي عندهم عَظِيمَة وعالِيَةٌ.
وقوله:{الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} هي الدَّارُ التي نحن فيها، ووُصِفَتْ بالدُّنْيا لسببين: لدُنُوِّها زَمنًا، ودُنُوِّهَا مَرتبةً.
وقوله:{الْحَيَاةُ} جاء بها ليُقابِلَ بها الحياة الثانية.