قَال المُفَسِّر: [{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِه} أي: القُرآنُ]: وهذا لا يَسْتَقِيمُ؛ لأنه ليس بواضحٍ ولا يتَنَاسَبُ مع السياقِ؛ لأن لفْظَةَ (كِتَابٍ) منونة، وفي نَسْخَةٍ أخرى: [{مِنْ كِتَابٍ} للَّهِ]؛ فعَلى هذه النسخة يكون المعنى: ما قرأتُ كُتُبًا نازِلَةً من قَبْلُ حتى تُتَهَّمَ، وأما إذا حَذَفْنا لفظة (للَّه) كما في بعض النُّسَخِ فيكون المرادُ بالكتابِ هنا المكتوبُ، يعني: ما كنت تَتْلُو مَكْتُوبًا سواء هو نازِلٌ من عندِ اللَّهِ أم مِنْ عندَ غَيْرِ اللَّهِ، والأخيرُ أعَمُّ، وعلى هذا فالذي يظْهَرُ -واللَّه تعالى أعلم- زيادة اسم (اللَّه) في كلام المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ.
وقوله:{تَتْلُو} يَعْنِي: تَقْرَأُ.
وقوله:{مِنْ كِتَابٍ}(من) زائِدَةٌ لَفْظًا ومَعْنًى، فزَائِدَةٌ لَفْظًا بمعنى أنها لو حُذِفَتْ لاستقامَ الكلامُ، وزائدِةٌ معنى، أي: فيها زِيادَةُ مَعْنى وهو التوكيدُ، والتعبير المعروفُ يقولون:[زَائِدَة لفْظًا لا مَعْنى]، وزيادَتُها لتَأْكِيدِ النَّفْي غَالِبًا، قال ابن مالك رَحِمَهُ اللَّهُ (١):