للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الآية (٤٨)]

* * *

* قالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: ٤٨].

* * *

قَال المُفَسِّر: [{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِه} أي: القُرآنُ]: وهذا لا يَسْتَقِيمُ؛ لأنه ليس بواضحٍ ولا يتَنَاسَبُ مع السياقِ؛ لأن لفْظَةَ (كِتَابٍ) منونة، وفي نَسْخَةٍ أخرى: [{مِنْ كِتَابٍ} للَّهِ]؛ فعَلى هذه النسخة يكون المعنى: ما قرأتُ كُتُبًا نازِلَةً من قَبْلُ حتى تُتَهَّمَ، وأما إذا حَذَفْنا لفظة (للَّه) كما في بعض النُّسَخِ فيكون المرادُ بالكتابِ هنا المكتوبُ، يعني: ما كنت تَتْلُو مَكْتُوبًا سواء هو نازِلٌ من عندِ اللَّهِ أم مِنْ عندَ غَيْرِ اللَّهِ، والأخيرُ أعَمُّ، وعلى هذا فالذي يظْهَرُ -واللَّه تعالى أعلم- زيادة اسم (اللَّه) في كلام المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ.

وقوله: {تَتْلُو} يَعْنِي: تَقْرَأُ.

وقوله: {مِنْ كِتَابٍ} (من) زائِدَةٌ لَفْظًا ومَعْنًى، فزَائِدَةٌ لَفْظًا بمعنى أنها لو حُذِفَتْ لاستقامَ الكلامُ، وزائدِةٌ معنى، أي: فيها زِيادَةُ مَعْنى وهو التوكيدُ، والتعبير المعروفُ يقولون: [زَائِدَة لفْظًا لا مَعْنى]، وزيادَتُها لتَأْكِيدِ النَّفْي غَالِبًا، قال ابن مالك رَحِمَهُ اللَّهُ (١):

وزيدَ فِي نَقْي وشِبْهِهِ فَجَرُّ ... نَكِرةً كمَا لِبَاغٍ مِنْ مَفَرْ


(١) البيت رقم (٣٧٠) من ألفيته.

<<  <   >  >>