والمهم: أن مسائِلَ الجَهْلِ هذه ليس لها حَدٌّ، والحمدُ للَّهِ أن الإنسان ما دامَ يجِدُ مَخْرجًا مِنْ تكفيرِ المسلِمِ فلْيَسْلُكُه، لكن إذا عادَ وأصرَّ وعانَدَ فهذا شيءٌ آخَرُ.
ولو ادَّعَى رَجَلٌ الجهلَ في صَرْفِ شيء مما يختَصُّ باللَّه مِنَ العبادات إلى غيرِ اللَّه فإننا نَنْظُرُ: إذا كان مِثْلُهُ يَجْهَلُهُ نقول: عَلِمتَ فأَقِرَّ، أما إذا كان مثلُهُ لا يجهله نقول: كَذَبْتَ في دَعواك الجهل؛ لكن أقِرَّ بما يَقْتَضِيهِ العِلْمُ.
لو قال قائل: قريةٌ كامِلَةٌ يَدْعُو أصحابها القبورَ هل نَحكمُ بكُفرهِمْ؟
الجواب: لا نَحْكُمُ بكفرهِمْ في ظاهرِ الحال إذا كان مِثْلُهم يجْهَلُونَ، لكننا نَدْعُوهُم إلى الحَقِّ، فإِذا أصَرُّوا وقالوا: لا نَقْبَلُ منكم هذا، وهذا دِينٌ جديدٌ، نَحْنُ على ما كان عليه آباؤنَا؛ حينئذٍ نُكَفِّرُهُمْ.