قَال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَقَالَ} إبراهِيمُ {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا} تَعْبُدُونَها، و (ما) مَصْدَرِيَّةٌ {مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} خبرُ (إن)، وعلى قِراءَةِ النَّصْبِ: مفعولٌ له، و (ما) كافَّةٌ، المعنى: تَوادَدُتْم على عِبادَتِهَا].
المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ بيَّن لنا أن قولَهُ:{مَوَدَّةَ} فيه قِراءتانِ سَبْعِيَّتانِ: قراءة الرفعِ: (مَوَدَّهُ)(١) وعلى هذه القراءةِ المُفَسِّر أعربَ (ما) مَصْدَرِيَّةٌ، لا كافَّة ولا موصولة، والتقديرُ على رأيه: إن اتِّخَاذِكُم من دون اللَّه أوْثَانًا مودةُ بيْنكم، فيكونُ المصدرُ المنْسَبِكُ مِن (ما) والفعل اسم (إن) و (مودة) خبرُ إن، ويكون قولُه:{مِنْ دُونِ اللَّهِ} شِبْهُ الجملة حَالًا مِنْ أوثانٍ؛ لأنها قُدِّمَتْ عليها.
وعلى قراءةِ النَّصْبِ يقولُ المُفَسِّر: إن (مودةَ) مفعولٌ لَهُ، يعني: مَفْعولًا لأجله، يعني: إنما اتَّخَذْتُم مِنْ دونِ اللَّهِ أوْثانًا لأجِل الموَدَّةِ بينكم، ولكن على هذه القراءة
(١) هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي، انظر: تفسير الطبري (١٨/ ٣٨٢)، وتفسير القرطبي (١٣/ ٣٣٨).