قَال المُفَسِّر: [وأهْلَكْنَا {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ}]: وهذا التقديرُ باعتبارِ السِّياقِ يعني: أن السِّياقَ يَدُلُّ على أن هناكَ شَيئًا مُقَدَّرًا وهو (أهْلَكْنا).
قوله:{وَقَارُونَ}: رجلٌ تاجرٌ من بَنِي إسرائيلَ، ولكنه كما قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: بَغَى، وقد أعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا عَظِيمًا حتى إن مفاتِحَهُ تَثْقُل على العَصَبةِ، أي: الجماعةِ مِنَ الناس، هذه المفاتِحُ مفاتِحُ الخزائنِ، ولهذا مَا آمن بموسى، اغترَّ بماله -والعياذُ باللَّه- فلم يُؤمِنْ بِرَبِّهِ.
وقوله:{وَفِرْعَوْنَ}: معروفٌ، هو ملكُ مِصْرَ الَّذِي ادَّعى أنه الرَّبُّ، وقال:{فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}[النازعات: ٢٤].
وقوله:{وَهَامَانَ}: وَزِيرُه، وإنما قدَّم قارونَ لعُلُوِّ نسبِه؛ لأن بني إسرائيلَ أشرفُ من الأقْباطِ، وقدَّمَ فِرعون على هامَان لعُلُوِّ مَرْتَبَتِهِ، وليس هذا الترتيبِ من بابِ البداءةِ بالأَدْنَى؛ لأنه لو كان كذلك لقال: قارونُ وهامانُ وفرعونُ.
وقارون وفرعون وهامان كلها لا تَنْصَرِفُ، والمانع من الصَّرْفِ العَلَمِيَّةُ والعُجْمَةُ.