هذا تحدٍّ للرُّسُلِ والعِياذُ باللَّه -وعلى رَأسِهِمْ خاتمهم محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذا كقولهِمْ في البَعْثِ:{مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[الجاثية: ٢٥]، انظر إلى الشُّبْهَةِ، نعم شُبْهَة وليست بحُجَّة، الرسلُ قالوا بالبعثِ في الآخرةِ لا في الدُّنْيَا، ومع ذلك قالُوا:{ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، فالرُّسلُ لم يقولوا لكُمْ أيها الكفار: إنهم سَيُبْعَثُونَ اليوم حتى تَقولُوا: ائتُوا بآياتِنَا! !
فالحاصلُ: أن هؤلاء يستَعْجِلُونَ بالعَذابِ لا أنهم يُرِيدُونَ العَذابَ، بل يستَعْجِلُونَهُ تحدِيًّا، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ