قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَمَن جَهَدَ} جِهادُ حَرْبٍ أو نَفْسٍ]، أفَادنَا المُفَسِّر من هذه العبارةِ أن الجِهادَ ينْقسمُ إلى قِسمَينِ:
* جهادِ حَرْبٍ، وذلك بجهادِ الأعداءِ.
* وجهادِ نفْسٍ، وذلك بأن تُجاهِدَ نَفْسكَ على فِعلِ الطاعاتِ وعلى تَركِ المحرَّماتِ.
والجهاد: بذلُ الجُهدِ في الشيء، والذي يجاهِدُ لا يُجاهدُ للَّه وإنما يعْملُ لنَفْسهِ، كقولِه تعالى:{مَّن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفسِهِ}[فصلت: ٤٦].
وقَال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ}، فإنَّ مَنْفعَةَ جِهادِهِ لَهُ لَا للَّه]، وذلك لأنه مأجورٌ، سواءٌ جاهَدَ نفْسَه أو جاهدَ غيرَهُ، مع أنه إذا جاهدَ غيرَهُ قَد تكون منْفعتُهُ أيضًا للغَيرِ، فإن هذا الغيرَ بالجهادِ رُبَّما يَدخُلُ في دِينِ اللَّهِ، وحينئذٍ يحصُلُ له منْفَعَةٌ.
المُهِمُّ أن اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا ينْتفِعُ بهذا الجهادِ، ولهذا قال:{إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، وهذا تَعْليلٌ لقولِه:{فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ}، فاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى غَنِيٌّ عنهم،