المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ قدَّرَ {فَكُلًّا} بالتَّنوينِ، والأصلُ أن يُقَدَّرَ (فكُلُّ أَحدٍ)، لكنَّ المُفَسِّر منعه مِنْ تقديرِ (أحد) أن (كُلًّا) منونَّةٌ، وهو لا يجبُ أن يُغَيَّرُ لفظُ القرآن، ولهذا قال [مِنَ المذكورين].
والتنوين في (كلًّا) يقول النحويون: إنه تَنوينُ عِوضٍ عن كَلمَةٍ، والتقديرُ:(فكلُّ أحَدٍ)، والتنوين قد يكونُ عِوضًا عن كلمة كهذه الآيةِ، وقد يكون عِوضًا عَنْ حرف في نَحْو:(جوارٍ وغواشِ)، وقد يكون عِوضًا عن جُملةٍ وهو اللاحِقُ لـ (إذ) عوضًا عن جملة كَما في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ}[الواقعة: ٨٤]، التقدير:(وأنتم حِينئذِ بلَغَتِ الرُّوحُ الحلقومَ تَنظُرونَ)، ومثاله أيضًا قوله تعالى:{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ}[الروم: ١٤]، التقدير:(ويومئذِ تَقومُ السَّاعةُ).
قوله:{فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} يعني: كُلًّا من هؤلاء أَخَذَه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بذنْبِهِ، والباء في قوله:{بِذَنْبِهِ} تكون سَبَبِيَّةً وللمعاوضَةِ والمقابلةِ، يعني: أنهم بسببِ