للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الآية (٤٠)]

* * *

* قالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: ٤٠].

* * *

قَال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{فَكُلًّا} مِنَ المذْكُورِينَ {أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ}].

المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ قدَّرَ {فَكُلًّا} بالتَّنوينِ، والأصلُ أن يُقَدَّرَ (فكُلُّ أَحدٍ)، لكنَّ المُفَسِّر منعه مِنْ تقديرِ (أحد) أن (كُلًّا) منونَّةٌ، وهو لا يجبُ أن يُغَيَّرُ لفظُ القرآن، ولهذا قال [مِنَ المذكورين].

والتنوين في (كلًّا) يقول النحويون: إنه تَنوينُ عِوضٍ عن كَلمَةٍ، والتقديرُ: (فكلُّ أحَدٍ)، والتنوين قد يكونُ عِوضًا عن كلمة كهذه الآيةِ، وقد يكون عِوضًا عَنْ حرف في نَحْو: (جوارٍ وغواشِ)، وقد يكون عِوضًا عن جُملةٍ وهو اللاحِقُ لـ (إذ) عوضًا عن جملة كَما في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ} [الواقعة: ٨٤]، التقدير: (وأنتم حِينئذِ بلَغَتِ الرُّوحُ الحلقومَ تَنظُرونَ)، ومثاله أيضًا قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ} [الروم: ١٤]، التقدير: (ويومئذِ تَقومُ السَّاعةُ).

قوله: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} يعني: كُلًّا من هؤلاء أَخَذَه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بذنْبِهِ، والباء في قوله: {بِذَنْبِهِ} تكون سَبَبِيَّةً وللمعاوضَةِ والمقابلةِ، يعني: أنهم بسببِ

<<  <   >  >>