للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهو موجودٌ بَعد العَدَمِ.

الفَائِدةُ الرَّابِعةُ: إثباتُ أن السمواتِ سبعٌ، نأخذ هذه الفَائِدةَ مِنْ آيات أُخْرَى كقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: ١٢].

الفَائِدةُ الخامِسَةُ: إثباتُ أن الأَرَضِينَ سبْعٌ مع أن عَدَدهَا لم يأتِ في القرآنِ لكِنْ أُشِيرَ إلى ذلك في قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: ١٢]، فالمماثَلَةُ في الوصْفِ هنا متَعَذِّرَةٌ، وإذا تَعَذَّرَتِ المماثَلَةُ في الوصْفِ رجَعْنَا إلى المماثلَةِ في العددِ، وقد جاءتِ السُّنَّةُ صَريحَةٌ في ذلك، قالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنْ سَبْعِ أرَضِينَ" (١).

الفَائِدةُ السَّادسَة: اطمئنانُ المؤمن بما يحْدِثُه اللَّهُ في السمواتِ والأرضِ، وجه ذلك: قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {بِالْحَقِّ} فإذا عَرَف المؤمِنُ أن ما حدثَ مِنْ جُوعٍ ومَرَضٍ وزَلازِلَ وفيضانات أنه بالحَقِّ اطمأنَّ ورَضِيَ وسَلِمَ، ولا راحة في الحقيقة للإنسانِ إلَّا بهذا، أي: بالإيمانِ بقضاءِ اللَّهِ وقَدَرِه وأنه حَقٌّ، وإلا فإنه سيتكَدَّرُ؛ لأنه ما مِنْ ساعةٍ تَمُرُّ إلا وسيَجِدُ الإنسانَ فيها ما يَسُوؤه إما في نفْسِهِ أو أهلِهِ أو صحبه أو بلده، أو البلاد الإسلامية عامة.

لو قالَ قائلٌ: ما معنى قولِ البعضِ: (منَازَعَةُ الأقْدَارِ بالشَّرْعِ واجِبَةٌ)، وهل هي صحيحة أم لا.

الجواب: المرادُ بالمنَازَعَة هنا المقابَلَةُ، فإذا جاءَنَا مِنَ القَدَرِ ما يَسُوؤنَا، فإننا نُنازِعُه بالصَّبْرِ، فإذا صَبَرْنَا ما ساءَنَا، أي: أن نُقابِلَ القَدَرَ بما يقْتَضِيهِ الشَّرْعُ، لكن


(١) أخرجه البخاري: كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في سبع أرضين، رقم (٣٠٢٦)؛ ومسلم -واللفظ له-: كتاب المساقاة، باب تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها، رقم (١٦١٠).

<<  <   >  >>