للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشاق، بل بالسهل المتيسر أي: ذا يسر (ثَمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا): طريقًا إلى المشرق (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ) أي: الموضع الذي تطلع عليه الشمس أولاً، ومن قرأ بفتح اللام فهو بحذف مضاف أي: مكان طلوعها فإن المطلع مصدر (وَجَدَهَا تَطْلع عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُم مِّن دونِهَا): من دون الشمس (سِتْرًا) ليس لهم أبنية تكنهم فإن أرضهم لا تمسك الأبنية ولا أشجار تظلهم، فهم حين طلوع الشمس في أسراب أو في ماء فإذا زالت خرجوا (كَذَلِكَ) خبر مبتدأ أي: أمره كما وصفنا في رفعته أو أمره كأمره في أهل الغرب، أو صفة قوم أي: تطلع على قوم مثل ذلك القبيل أي: أهل الغرب أو صفة: مصدر محذوف أي: بلغ مطلعها بلوغًا مثل بلوغه مغربها (وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ) من أسبابه (خبْرًا): علمًا؛ لأنا أعطيناه ذلك، فيه تكثير ما لديه كأنه بلغ مبلغًا لا يحيط به علم أحد إلا علم الله (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا): طريقًا ثالثًا بين المشرق والمغرب وهو الشمال (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ) أي: بين الجبلين المبني بينهما السد، وهما جبلان عاليان في أقصى الترك من ورائهما يأجوج ومأجوج، والصحيح أنهم من أولاد آدم وبين هاهنا مفعول به، فإنه من الظروف التي تستعمل أسماء وظروفًا (وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ) يعني لعجمهم وقلة فطانتهم لا يفهمون كلام أحد، ومن قرأ بضم الياء وكسر القاف أي: لا يفهمون السامع لغرابة لغتهم (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ) عن بعض السلف أنه يعلم جميع الألسنة (إِنَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>