سنة الجاهلية، (وَاتَّقُوا اللهَ)، في تغيير أحكامه، (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ): لكي تظفروا بالفلاح والهدى، ووجه اتصال هذه الآية بما قبله أنه لما ذكر الحج ذكر أيضًا شيئًا من أفعالهم في الحج استطرادًا، وفيه تنبيه على أنَّهم يخترعون أشياء لا حكمة فيها، ولا يسألون ولا يتفكرون فيها ويسألون عن شيء حكمته ظاهرة، (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ)، إعلاء لكلمته، (الذِينَ يُقَاتِلُونَكمْ)، كما أن همتهم قتالكم فلتكن همتكم كذلك، (وَلاَ تَعْتَدُوا): لا تظلموا في القتال، بأن تقتلوا النساء والشيوخ والصبيان وأنهم ليسوا من الذين يقاتلونكم، وبأن تفعلوا المثلة والغلول، وروي أنها أول آية نزلت في القتال بالمدينة، (إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ): لا يريد بهم الخير، وعن بعض السلف أن قريشًا صدوا المسلمين عن الحج وصالحوهم على رجوعهم من قابل، فخاف المسلمون عن عدم وفاءهم وقتالهم في الحرم شهر الحرام وكره المسلمون ذلك، فنزلت، ومعناه: قاتل من قاتلك ولا تظلم بابتداء القتال، فالآية منسوخة، (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ)؛ وجدتموهم في حل أو حرم، (وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ)، أي: مكة فإن قريشًا أخرجوا المسلمين منها، والمسلمون أخرجوا المشركين يوم الفتح، (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)، أي: شركهم في الحرم وصدهم إياكم عنه أشد من قتلكم إياهم في الحرم وجزاء سيئة سيئة مثلها، (وَلاَ تُقَاتِلُوَهُمْ عِندَ المَسْجِدِ الحَرَامِ)، حرمة له، (حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن