للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عطف بيان لمثل الأول (قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) أي: مثل جزاء عادتهم من الكفر وتكذيب الرسل، ترك جمع اليوم والدأب لعدم الإلباس فإن لكل منهم يومًا ودأبًا (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ)، فلا يعاقبهم من غير استحقاق، (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ): يوم القيامة سمي بذلك لكثرة النداء فيه بالسعادة والشقاوة، ونداء بعضهم بعضًا خوفهم عن عذاب الدنيا أولاً ثم عن عذاب الآخرة، (يَوْمَ تُوَلُّونَ): عن الموقف، (مُدْبِرِينَ): فارِّين عن النار ذاهبين، (مَا لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ): يعصمكم من عذابه، (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَلَقَد جَاءَكم يُوسُفُ مِنْ قبْلُ): يوسف بن يعقوب بعثه الله تعالى من قبل موسى رسولاً يدعو القبط إلى طاعة الله وحده فما أطاعوه تلك الطاعة، نعم أطاعوه لمجرد الوزارة والجاه الدنيوي وهذا أيضًا من كلام مؤمن آل فرعون، (بِالْبَيِّنَاتِ): المعجزات، (فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ): من الدين، (حَتَّى إِذَا هَلَكَ) مات، (قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا): جزمتم بأن لا رسول بعده مع الشك في رسالته (كَذَلِكَ): مثل ذلك الإضلال (يُضِلُّ اللهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ): في معصيته، (مُرْتَابٌ): شاك في دينه المبين بالحجج (الذِينَ يُجَادِلُون)، بدل من " من هو مسرف "، وهو في معنى الجمع أو تقديره هم الذين (في آيَاتِ اللهِ): ليبطلوه، (بِغَيْرِ سُلْطَانٍ): حجة، (أَتَاهُمْ)، بل بمجرد تشهيهم (كَبُرَ)، فاعله ضمير راجع إلى من والحمل على المعنى أولاً ثم على اللفظ ثانيًا، جائز من غير ضعف أو إلى الجدال المدلول

<<  <  ج: ص:  >  >>