(غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ): المرجع بعد الموت، (لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) ما يسعه قدرتها ويتسع فيه طوقها، لا ما لا يملك دفعه من وسوسة النفس وحديثها، (لَهَا مَا كَسَبَتْ): من خير، (وَعَلَيْهَا مَا اكْتسَبَتْ): من شر، ولما كان الشر مما تشتهيه النفس، وهي أَجَدُّ واعْمَلُ فيه، جعلت لذلك مكتسبة فيه بخلاف الخير، فإنها لما لم تكن فيه كذلك وصفت بما ليس فيه الاعتمال، فقال: كسبت، (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) سألوا الله التجاوز عنهما فأجاب، ففي الحديث " وضع عن أمتي الخطأ والنسيان "، وأما دعاؤنا حينئذ بهما، فيمكن أن يكون لإدامة الوعد، وأن يجعلنا ممن وعد له التجاوز عنهما، (رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا): تكاليف شاقة، تأصر صاحبه: تحبسه في مكانه، وإن أطقناها، (كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَ)، مثل الذي حَمَّلْتَهُ إياهم فيكون صفة إصرا وهو التكاليف الشاقة وما أصابهم من المحن، (رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ):