(فَمَنِ افْتَرَى): ابتدع، (عَلَى اللهِ الكَذِبَ) بأن الله حرم لحم ولبن الإبل عليهم، (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ): ما علم أن التحريم إنما كان من جهة يعقوب (فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) أو الآية رد على اليهود حيث زعموا أن كل ما هو حرام عليهم كان حرامًا على الخلائق قبلهم لا أن الله حرم عليهم بشؤم ظلمهم، (قُلْ صَدَقَ اللهُ): في جميع ما أخبر، وكذبتم أنتم، (فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا): مائلاً عن الباطل، وهي ملة الإسلام التي في الأصل ملته أو مثل ملته، (وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ): تعريض على اليهود.
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ) أي: أول بيت ظهر على وجه الماء عند خلق السماء والأرض قبل خلق الأرض بألفي عام، أو بيت بناه ملائكة هم سكان الأرض قبل آدم عليه السلام أو بناه آدم أو أول بيت وضع لعبادة الله، وكانت البيوت قبله، وهو قول على رضى الله عنه، قيل سبب نزوله أن اليهود قالوا: قبلتنا أفضل وأقدم فأنزل الله، (لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ) أي: للبيت الذي ببكة وهي لغة في مكة أو مكة من الفج إلى التنعيم، وَبكة من البيت إلى البطحاء، أو هي البيت والمسجد، وما وراءه مكة أو موضع البيت، (مُبَارَكًا): كثير الخير حال من ضمير الظرف، (وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) فإنه قبلتهم ومتعبدهم، (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ) كل جبار قصده بسوء كأصحاب الفيل قهره، (مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ) أي من جملتها أو بدل من الآيات بدل البعض وأتر قدميه في المقام آية بينة، (وَمَن دخَلَهُ) أي: مكة، (كَانَ آمِنًا): من القتل، والغارة ما دام فيه لكن لا يطعم ولا يسقى حتى يخرج فيؤخذ بذنبه، أو من دخله