للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الجمل: "لا تتبعوا مدبرًا، ولا تجهزوا على جريح، ولا تقتلوا أسيرًا وإياكم والنساء".

ومن طريق زيد بن وهب قال (١): "أقبل طلحة والزبير حتى نزلا البصرة، وطرحوا سهل بن حنيف، فبلغ ذلك عليًّا، وكان قد بعثه إليها، فأقبل - يعني عليًّا - حتى نزل بذي قار، فأرسل عبد الله بن عباس إلى الكوفة فأبطؤوا عليه، ثم أتاهم عمار فخرجوا، قال زيد: فكنت فيمن خرج معه، قال: فكف طلحة والزبير وأصحابهم ودعاهم حتى بدأوه، فقاتلهم بعد صلاة الظهر، فما غربت الضمس، وحول الجمل عين تطرف ممن كان يذب عنه، فقال علي : لا تتموا جريحًا ولا تقتلوا مدبرًا، ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن، فلم يكن قتالهم إلا تلك العشية وحدها، فجاءوا بالغد يكلمون عليًّا في الغنيمة، فقرأ عليَّ هذه الآية، فقال: أما أن الله يقول: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ﴾، أيكم لعائشة، فقالوا: سبحان الله، أمنا، فقال: أحرام هي؟ قالوا: نعم، قال علي: فإنه يحرم من بناتها ما يحرم منها، قال: أفليس عليهن أن يعتددن من القتلى أربعة أشهر وعشرا؟ قالوا: بلى، قال: أفليس لهن الربع والثمن من أزواجهن؟ قالوا: بلى، قال: ثم قال: ما بال اليتامى لا يأخذون أموالهم، ثم قال: يا قنبر، من عرف شيئًا فليأخذه، قال زيد: فرد ما في العسكر وغيره، قال: وقال علي لطلحة والزبير: ألم تبايعاني؟ فقالا: نطلب دم عثمان، فقال علي: ليس عندي دم عثمان، قال: قال عمرو بن قيس: لما نادى قنبر: من عرف شيئًا فليأخذه، مر رجل على قِدر لنا ونحن نطبخ فيها، فأخذها، فقلنا: دعها حتى ينضج ما فيها، فضربها برجله، ثم أخذها".

وفي الباب: عن ابن عمر قال: قال رسول الله : "هل تدري كيف حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: لا يجهز على جريحها،


(١) مصنف ابن أبي شيبة (٣٧٨٣٣) (٧/ ٥٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>