للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الخير عند عامة الخلق على دعواه. وأما الأحاديث فالمراد بالصدقة في الأولين الزكاة، ولما كان حق الفقراء شرعًا في الوسط نهوا عن الردئ. والثالت فصاحبه كان قادرًا على الأطيب، والحشف من الرديء عند الخلق عامة، وليس الكلام إلا من عاف ما يستطيبه كثير من الناس، هل الأولى له أن لا يتصدق به؟ بل أما يطعمه غير الآدمي أو يضيعه، فإن قلت: يطعمه غير الآدمي فهو صدقة، ولا قائل بالإضاعة، (والله الموفق) (١).

(١٧٧٨) حديث: "عمار بن ياسر: أهدي لرسول الله أرنبة مشوية، فقال لأصحابه: كلوا".

عن عمر : "أن رجلًا سأله عن أكل الأرنب، فقال: ادع لي عمارًا، فجاء عمار، فقال: حدِثنا حديث الأرنب يوم كنا مع رسول الله في موضع كذا وكذا، فقال عمار: أهدى أعرابى لرسول الله أرنبًا، فأمر القوم أن يأكلوا، فقال الأعرابي: رأيت دمًا، فقال: ليس بشيء، إذن فكل، فقال: إني صائم، قال: صوم ماذا؟ فقال: أصوم من كل شهر ثلاثة أيام، قال: فهلا جعلتها البيض".

رواه أبو يعلى (٢)، والطبراني في الكبير (٣)، وفي إسناده مقال، وسيأتي بيانه. ورواه النسائي (٤) في الصوم، عن أبي هريرة قال: "جاء أعرابي بأرنب قد شواها فوضعها بين يديه، فأمسك رسول الله ، فلم يأكل، وأمر القوم أن يأكلوا". وزاد في رواية:


(١) في (م): والله الموفق أعلم.
(٢) مسند أبي يعلى (١٦١٢) (٣/ ١٨٦).
(٣) المعجم الأوسط (٦٩٦٩) (٧/ ٩٨).
(٤) السنن الكبرى للنسائي (٢٧٤٢) (٣/ ١٩٩)، (٤٨٠٣) (٤/ ٤٧٦)، الصغرى (٢٤٢١) (٤/ ٢٢٢)، (٤٣١٠) (٧/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>