للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما الثاني، فقيل: أن حديث طلق سمعه أول ما بنى رسول الله مسجده، وحديث بسرة.

روى أبو هريرة (معناه، وإسلام أبي هريرة) (١) متأخر عن بناء المسجد بعدة سنين ورواية أبي هريرة عند ابن حبان (٢)، والبزار (٣) وغيرهما (٤).

والجواب: أما أولًا: ففي السند يزيد بن عبد الملك، ضعيف، وقال البزار: لا نعلمه يروي عن أبي هريرة، إلا من طريقه، وبتقدير أن ينضم إليه نافع بن أبي نعيم كما أخرجه ابن حبان؛ فنافع مختلف فيه، كان أحمد لا يرضاه في الحديث، وقد رواه البخاري في تاريخه (٥) موقوفًا على أبي هريرة، وكذلك البيهقي (٦)، وعلى التنزل فشرط النسخ أن يثبت سماع الصحابي المتأخر الإسلام؛ لذلك الحديث [الناسخ من في النبي وأن لا يكون تحمل عنه شيئًا قبل إسلامه، ولم يثبت هذا. كيف وقد اختلفت الرواية عن أبي هريرة نفسه في النقض بالمس، ذكر ذلك عنه الحافظ أبو زرعة العراقي فيما كتبه على (سنن) (٧) أبي داود على أن حديث طلق قد روى معللًا بقوله أنه (بضعة منك) ومثله لا يقبل النسخ.

وأما حديث بسرة، فأُعِلّ متنه بالاضطراب أيضًا، وبقيام قرينة تدل على ترك ظاهره، وأما الاضطراب فأخرج الطبراني في الأوسط (٨) عن بسرة بنت صفوان،


(١) ما بين المعقوفتين مكرر في (م).
(٢) صحيح ابن حبان (باب نواقض الوضوء) (١١١٦) (٣/ ٤٠٠).
(٣) مسند البزار (٣٧٦٢) (٩/ ٢١٩).
(٤) السنن الكبرى للبيهقي (باب الوضوء من مس الذكر) (٦٤٢) (١/ ١٣٠)، جامع الأحاديث (٢٣٩٧١) (٢١/ ٤٤١) الأوسط لابن المنذر (١/ ١٩٤).
(٥) التاريخ الكبير للبخاري (٢٢٤٤) (٢/ ٢١٦).
(٦) السنن الكبرى للبيهقي (٦٥٩) (١/ ١٣٤).
(٧) ليست في (م).
(٨) حديث رقم (٣٥١٨) (٤/ ٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>