أمر الله [الرعد/ ١١] فتقول: حافظ الله خير من حافظكم، كما قلت: حفظ الله خير من حفظكم، لأن لله سبحانه حفظة، كما أن له حفظا، فحافظه خير من حافظكم، كما كان
حفظه خيرا من حفظكم، وتقول: هو أحفظ حافظ، كما تقول: هو أرحم راحم، لأنه سبحانه من الحافظين، كما كان من الراحمين، ولا يكون حافظا في الآية منتصبا على الحال.
قال: قرأ عاصم في رواية أبي بكر: يوحي إليهم [١٠٩] بفتح الحاء، وفي رواية حفص: نوحي إليهم بالنون وكسر الحاء في جميع القرآن إلا في قوله في عسق: كذلك يوحي إليك [الشورى/ ٣] فإنه قرأ: يوحي بالياء مكسورة الحاء «١».
وجه: نوحي بالنون قوله: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده [النساء/ ١٦٣].
ووجه: يوحى* قوله: وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك [هود/ ٣٦]، وقوله: قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا [الجن/ ١]، وأما قراءة عاصم في عسق: كذلك يوحي إليك فلأن الفعل مسند إلى اسم الله تعالى، فارتفاع الاسم كأنه فاعل يوحي، ولو قرأ: يوحى إليك وإلى الذين من قبلك؛ جاز، وأسند الفعل إلى الجار والمجرور وإن لم يكن في حسن ما قرأ به، وكان يكون اسم الله في قوله: الله العزيز الحكيم [الشورى/ ٣]: مبتدأ، والعزيز الحكيم، خبره إلّا أنّ