للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الساكنين، كما حذفتها قبل، فإن قلت: هلّا رددت اللام وأثبتها لزوال التقاء الساكنين، ألا ترى أن الواو التي للضمير قد تحركت لالتقاء الساكنين بالضمة فلما تحركت زال التقاؤهما، قيل: لا يستقيم الردّ لأن الواو التي للضمير في تقدير السكون، وذلك أن حركة الحرف المتحرك لالتقاء الساكنين في تقدير السكون يدلّك على ذلك قولهم:

اردد الرجل، فيتوالى تحريك المثلين، فلولا أن المحرّك في تقدير السكون لم يستجز موالاة التحريك في المثلين، وعلى هذا قالوا:

رمت المرأة، ألا ترى أن التاء لولا أنها في نيّة السكون وتقديره لرددت الألف المنقلبة عن اللام في رمى، فكما لم تردّ الألف هنا، كذلك لا تردّها في قولك لترون الجحيم، لأن الواو في تقدير السكون، وإنما حرّكت لسكونها وسكون الأولى من النونين، فصارت الحركة فيها كالحركة في التاء من رمت المرأة، ولم تردّ الألف التي كانت في يرى، كما لم تردّ الألف في رمتا، وحرّكت الواو بالضمّ كما حرّكت في قوله:

ولا تنسوا الفضل بينكم [البقرة/ ٢٣٧]. وقد شبّهت بهذه الواو التي للضمير الواو التي ليست للضمير، فحرّكت بالضمة، كما حرّكت التي للضمير، وذلك قول من قال: لو استطعنا، ومثل هذه قوله:

لتبلون [آل عمران/ ١٨٦] الواو للضمير وحرّكت بالضمّة، كما حرّكت لترون [التكاثر/ ٧]، وكذلك تقول: لتخشون ولتحيونّ وما أشبه. ومن قال: أقتت [المرسلات/ ١١] و: أدّ وأدّ، «١» فأبدل من الواو الهمزة، لانضمامها، لم يهمز التي في لترون ولا التي في لتبلون.

كما لم يهمز: ولا تنسوا الفضل بينكم [البقرة/ ٢٣٧] لأن


(١) رسمت في الأصل هكذا: «وؤد».