وقوله: وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم [النحل/ ٨٥] للفاعل يدلّ على أن لترون أرجح من لترون. ووجه الضم في لترون أنهم يحشرون إليها فيرونها في حشرهم إليها، فيرونها، ولذلك قرأ الثانية، ثم لترونّها كأنه أراد: لترونّها، فترونها وفي قوله: لترونها دلالة على أنهم إذا أروها، رأوها، إلا أن الشيء قد يذكر للتأكيد، فإنما ورود الموضع أن يكون بمشهد منه، ومرأى له، فلا دلالة فيه على التوغّل فيه، ألا ترى أن قوله: ولما ورد ماء مدين [القصص/ ٢٣] لم يدلّ على شروعه فيه وخوضه له، وقوله: ثم لترونها عين اليقين [التكاثر/ ٧] مثل الأولى في أنه من إبصار الشيء، وأما حقّ اليقين، فانتصابه على هذا انتصاب المصدر كما تقول: رأيته حقّا وتبينته يقينا، والمعنى في هذا الموضع على علم الرؤية التي هي مشاهدة كما قال: وإن منكم إلا واردها [مريم/ ٧١].