للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه شهادة من غير المسلمين، فقد قال البابا شنودة: «إن الأقباط في ظل حكم الشريعة يكونون أسعدَ حالًا وأكثر أمنًا، ولقد كانوا كذلك في الماضي، حينما كان حكم الشريعة هو السائد.

إن مصر تجلب القوانين مِن الخارج حتى الآن، وتطبقها علينا، ونحن ليس عندنا مثل ما في الإسلام مِن قوانين مُفَصَّلَة، فكيف نرضى بالقوانين المجلوبة، ولا نرضى بقوانين الإسلام؟!» (١)

لا نرضى بالإسلام بديلا:

نحن كمسلمين لا نرضى بالإسلام بديلًا، قال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (يوسف: ٤٠)، ونريد أن نُحْكَم بكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولو حكمنا عبد حبشي بشرع الله سنقول له: «سمعًا وطاعة». قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ أَسْوَدُ، يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا» (رواه مسلم).

(عَبْدٌ مُجَدَّعٌ) أي مقطع الأعضاء، والمقصود التنبيه على نهاية خسته فإن العبد خسيس في العادة ثم سواده نقص آخر وجدعه نقص آخر ومن هذه الصفات مجموعة فيه فهو في نهاية الخسة والعادة أن يكون ممتهنا في أرذل الأعمال.

وديننا لا فصل فيه بين الأرض والسماء، والدنيا والآخرة، ولا يصح الفصل بين رجال الدين ورجال الدولة، فالحكم الإسلامي موضوع لإقامة الدين وسياسة الدنيا به، وعندنا علماء أما مصطلح رجال الدين فمأخوذ من أوربا.

وكل مسلم مُطالَبٌ أن يقيم الحق في نفسه وفي الخلق، وأن يحكم بشرع الله سواء كان حاكمًا أو محكومًا؛ في سياسته واقتصاده واجتماعه وأخلاقه وحياته الخاصة


(١) صحيفة الأهرام القاهرية، بتاريخ ٦ مارس ١٩٨٥م.

<<  <  ج: ص:  >  >>