وافتروا على الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال:«إن لله تعالى ديكا براثنه في الأرض السفلي وعرفه تحت العرش ويصرخ عند مواقيت الصلاة، وتصرخ له ديكة السماء وديكة الأرض: سبوح قدوس رب الملائكة والروح».
وجعلوا المجرة لعاب حية تحت العرش فزعموا أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:«يا معاذ أني مرسلك إلى قوم أهل كتاب فإذا سُئلتَ عن المجرة التي في السماء فقل لهم هي لعاب حية تحت العرش».
ونسبوا كذلك له - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال:«وكل بالشمس تسعة ملائكة يرمونها بالثلج كل يوم، ولولا ذلك ما أتت على شيء إلا أحرقته».
وأن الأرض على الماء، والماء على صخرة، والصخرة على ظهر حوت يلتقي طرفاه بالعرش، والحوت على كاهل ملك قدماه في الهواء.
وأن العنكبوت مسخ.
وأن النخلة من فضل طينة آدم.
وأن الله خلق جبلا يقال له «قاف» محيط بالعالم وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض فإذا أراد الله أن يزلزل قرية أمر ذلك الجبل فحرك العرق الذي يلي القرية فيزلزلها ويحركها ثم تتحرك القرية دون القرية.
وأن الأرض على صخرة، والصخرة على قرن ثور فإذا حرك الثور رأسه تحركت الأرض.
والموضوع في هذا الباب لا يكاد يحصى كثرة وكلها تصب عند مصب واحد وهو تخريب العقائد وتشويه الإسلام، وشَيْن رسول الأنام - صلى الله عليه وآله وسلم -.
خامسًا: الأحاديث الموضوعة في القرآن:
لعل أخطر ما دمرته الأحاديث الواهية من العقائد هو تشويه القرآن، وهو ما ابتغاه أهل الأهواء من صرف الناس عن كتاب الله وتفسيره بالخرافات والخزعبلات