وأما في باب العصبيات والأهواء والكيد لأهل الإسلام، فإن الوضّاعين قد ملأوا الأرض بكذبهم في هذا المجال، فقد كان من واضعي الأحاديث ناسٌ فيهم حقدٌ على الإسلام وعلى هذا القرآن الذي نزل بلغة العرب، يريدون نسف اللغة العربية، ويريدون إعلاء شأنهم حقدًا على هذا الدين، منهم بعض الفرس الذين وضعوا مثل هذا الحديث:«إن كلام الله حول العرش بالفارسية، وإن الله إذا أوحى أمرًا فيه لينٌ أوحاه بالفارسية، وإذا أوحى أمرًا فيه شدة أوحاه بالعربية».
ما هو المقصود؟! ماذا يوحي هذا الحديث؟! ماذا يلقي في أنفس السامعين؟ إنه يلقي كراهية اللغة العربية ومحبة اللغة الفارسية.
وهل سكت الجهلة المقابلون لهم من العرب؟ كلا. فإنهم وضعوا أحاديث أيضًا في فضل اللغة العربية وأن كلام أهل الجنة عربي، وفي المقابل وضعوا أحاديث في ذم بلاد خراسان مدينةً مدينة.
ولا يجوز أن ترد البدعة ببدعة ولا يجوز أن نرد على الخطأ بخطأ آخر! إن الرد على البدعة والخطأ يكون بتبيان الصواب أولًا، ثم بنقد الخطأ والبدعة ثانيًا.
وبعضهم من الفرق الباطنية الذين كان همهم تمجيد بعض الأشخاص كشخص علي بن أبي طالب سدد خطاكم حتى يوصلوه إلى مرتبة الألوهية، انظروا مثلًا إلى هذا الحديث:«ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين: كتاب الله وعليِّ بنِ أبي طالب»، علي بن أبي طالب سدد خطاكم رابع الخلفاء الراشدين، مناقبه مشتهرة متكاثرة لا يماري فيها إنسان مسلم يعرف الله - عز وجل -، ويعرف حق صحابة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ولكن أن تصل المسألة أن يجاء برجل ولو كان صحابيًا فيُعتبر هو المرجع بعد كتاب الله.