للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٤ - استقبال رمضان (١)

يا باغي الخير أقبِل

قلتُ، والنّاسُ يرقبون هلالًا ... يشبه الخَيْطَ مِنْ نَحَافَةِ جِسْمِهْ:

«مَنْ يَكنْ صائمًا فذا رمضانٌ ... خطّ بالنّور للورَى أوّلَ اسمِهْ»

(خطّ بالنّور للورَى أوّلَ اسمِه: أي أن الهلال يشبه حرف الراء).

رمضانُ يا خيرَ الشهورِ تحيةً ... تُفْضِي عليكَ مِن الجلالِ جَلالَا

خُذْها يَفُوحُ عبيرُها مِن مُؤمِنٍ ... يبْغِي لك التعظيمَ والإجلالَا

رمضانُ عُدْتَّ وهذه أوطانُنا ... عَمّ الفسادُ بها وزادَ وطالَا

ضاعتْ مقاييسُ الفضيلةِ بيننا ... وتبدلَتْ أحوالُنا أوحَالَا

اللهُ أكبرُ إنّ عيني قد رأتْ ... نورًا بآفاقِ السمَا يتلَالَا

فلعله فجرُ العقيدةِ قد بَدَا ... يُحيِي النفوسَ ويبعثُ الآمالا

ويُميطٌ عن هذِي القلوبِ قِناعَها ... فتعودُ تُرْسِلُ نورهَا أرسَالَا

وتروحُ بالإسلامِ تكسِرُ قيدَها ... وتَفُكُ عن أعناقِها الأغْلَالَا

وتردُّ للدنيا عدالةَ أحمدِ ... وتُعيدُ للإسلامِ تلكَ الحالَا

إن حكمة الله - عز وجل - اقتضت أن يجعل هذه الدنيا مزرعةً للآخرة وميدانًا للتنافس وكان من فضله - عز وجل - على عباده وكرمه أن يجزي على القليل كثيرًا، ويضاعفَ الحساب ويجعلَ لعباده مواسم تعظم فيها هذه المضاعفة، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرَّب فيها إلى مولاه بما أمكنه من وظائف الطاعات؛ عسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات.


(١) ((هذه الخطبة والتي بعدها مقتبسة بتصرف من رسالة (بين يدَيْ رمضان) للشيخ محمد إسماعيل المقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>