١ - عدم العناية باللغة العربية: فمن العيوب المستهجنة لدى العلماء اللحن، وأفحشه ما كان في آيةٍ أو حديث، ثم ما غيّر المعنى، ثم ما كان في كلام الغير.
وإن أعظم أسبابِ اللحنِ الجهلُ بعلمَي النحو والصرف. وعلاجه التعرف على اللغة العربية وقراءة الخطبة قبل إلقائها أكثر من مرة وضبط الحروف التي تحتاج إلى ضبط بالشكل. ولذا ينبغي للخطيب أن يتعلم من النحو واللغة ما يقوّم به لسانه، ويَسلم به من هذه الآفة.
٢ ـ التصحيف: وأكثر ما يقع لمن يقرأ من كتاب، فيصحف نظره بسبب رداءة الخط أو ضعف البصر أو عدم استيعاب ما يقرأ أو عدم التركيز فيه أو غير ذلك من الأسباب، وقد حصل لبعض الفضلاء أن قال في خطبته وهو يقرأ من ورقة:«ومن ترك واجبًا من واجبات الحج متعمدًا يأثم ويَكْفُر» بتخفيف الفاء (من الكفر)، فنبّهه بعض الناس بعد قضاء صلاته، فبادر إلى تصحيح خطئه، وقال:«الصواب: يأثم ويُكَفّر» أي من الكفارة.
٣ ـ اللّفف والعجلة: والمراد باللّفف التباطؤ في الكلام حتى كأن لسانه قد الْتفَّ، والمراد بالعجلة السرعة في الإلقاء، فكما أن الإسراع مذموم لما فيه من تفويت الفهم على السامع، فكذلك التباطؤ مذموم لما فيه من بعث الملل والضجر في قلوب السامعين، والسنة الاقتصاد في ذلك، فعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ:«مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هَذَا»(حسن رواه الترمذي)
(سَرْدَكُمْ) أَيْ كَسَرْدِكُمْ، وَالمعْنَى لم يَكُنْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يُتَابِعُ الْحَدِيثَ اِسْتِعْجَالًا بَعْضَهُ إِثْرَ بَعْضٍ لِئَلَّا يَلْتَبِسَ عَلَى المسْتَمِعِ.
وقد تكون سرعة الإلقاء طبعًا في الخطيب وقد يكون سببها طول موضوع الخطبة، أو القراءة من كتاب.