[٧ - فضائل الصحابة - رضي الله عنهم - في السنة المطهرة]
هم صفوةُ الأقوامِ فاعرِفْ قدرَهُمْ ... وعَلَى هُدَاهُم يا مُوَفّقُ فاهتدِ
واحفظ وصية أحمد في صحبه ... واقطع لأجلهمُ لسانَ المفْسِدِ
عرضِي لعرضِهِمُوا الفداءُ وإنهم ... أزكى وأطهر من غَمامٍ أبردِ
فالله زكّاهم وشرّف قدرَهم ... وأحَلّهمْ بالدينِ أعلَى مقعدِ
شهِدوا نزولَ الوحْيِ بل كانوا له ... نِعْمَ الحماةُ مِن البغيضِ الملحدِ
بذلوا النفوسَ وأرخَصُوا أموالَهم ... في نصرةِ الإسلامِ دونَ ترددِ
ما سبَّهُم إلا حَقيرٌ تافهٌ ... نذْلٌ يشوههم بحقدٍ أسودِ
لَغُبَارُ أقدَامِ الصحابةِ في الرَّدَى ... أغْلَى وأعْلَى مِنْ جَبِينِ الأبْعَدِ
ما نال أصحابَ الرسولِ سِوَى امرِءٍ ... تمَّتْ خسارتُه لسوءِ المقْصدِ
١ - قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ» (رواه مسلم).
مَعْنَى الْحَدِيث: أَنَّ النُّجُوم مَا دَامَتْ بَاقِيَة فَالسَّمَاء بَاقِيَة. فَإِذَا اِنْكَدَرَتْ النُّجُوم، وَتَنَاثَرَتْ فِي الْقِيَامَة، وَهَنَتْ السَّمَاء، فَانْفَطَرَتْ، وَانْشَقَّتْ، وَذَهَبَتْ.
وَقَوْله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (وَأَنَا أَمَنَة لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ)
أَيْ مِنْ الْفِتَن وَالْحُرُوب، وَارْتِدَاد مَنْ اِرْتَدَّ مِنْ الْأَعْرَاب، وَاخْتِلَاف الْقُلُوب، وَنَحْو ذَلِكَ مِمَّا أَنْذَرَ بِهِ صَرِيحًا، وَقَدْ وَقَعَ كُلّ ذَلِكَ.
قَوْله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (وَأَصْحَابِي أَمَنَة لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ) مَعْنَاهُ مِنْ ظُهُور الْبِدَع، وَالْحَوَادِث فِي الدِّين، وَالْفِتَن فِيهِ، وَطُلُوع قَرْن الشَّيْطَان،