إن من يقوم بعمل يهدف من ورائه إلى أن يصل إلى شيء ما؛ فاجعل لك هدفًا عاليًا في خطبتك فأنت تهدف في صعودك المنبر في السنة اثنتين وخمسين مرة تقريبًا إلى أن تصحح مفاهيم الناس وبخاصة حول معتقداتهم وترشدهم إلى المعتقد الصحيح.
وأنت تهدف في صعودك المنبر إلى أن تقرب الناس من ربهم وأن تحبب الدين وأحكامه إليهم، فعليك بما يقوي فيهم الإيمان ويزرع فيهم الخير والنفع والرحمة والشفقة.
وأنت تهدف إلى تصحيح أوضاع اجتماعية تَعَارف عليها الناس وقد يكون الصواب في غيرها فاجتهد في توجيه الناس إلى الصواب، وحذار من السخرية والاستفزاز والإعجاب وسرعة الوصول إلى النتائج.
إنك تهدف إلى إصلاح المجتمع ولن يتأتى هذا العلاج بخطبة أو خطبتين فوطّن نفسك على الرفق وحب الخير للناس ونصحهم وتوجيههم في كل قول تقوله.
• أخي الخطيب:
أحكام الإسلام متفاوتة في أهميتها فأعط كل حكم ما يستحقه من الاهتمام، والحكمة ضالة المؤمن، قال - عز وجل -: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}(البقرة:٢٦٩).
• أخي الخطيب:
سائل نفسك باستمرار ماذا حققت من خُطَبك المتكررة؟ هل شاركت في تربية المجتمع على الخلق الفاضل والأدب الحسن؟ هل أسهمت في تعليم الناس أمور دينهم؟ إنك تحملت أمانة عظيمة اسألِ اللهَ أن يعينك على أدائها.