للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٨٦ - علاج الهموم]

إذا اشتمَلَتْ علَى اليأسِ القلُوبُ ... وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ

وأوْطَنَتْ المكارِهُ واستَقَرَّتْ ... وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ

ولم تَرَ لانْكِشَافِ الضُّرِّ وَجْهًا ... ولَا أغْنَى بحيلَتِه الأريبُ

أتاكَ عَلَى قُنُوطٍ مِنكَ غوثُ ... يَمُنُّ به اللطيفُ المستجيبُ

وكلُّ الحادِثاتِ إذا تَنَاهَتْ ... فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ

وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ: وَضَاْقَ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ بِمَا بِهِ من الهموم.

خُطُوب: نوازل. أَريب: بصير بالأمور، ذو دهاء وفطنة. تناهت: بلغت نهايتَها.

علاج الهموم:

لا شك أن العقيدة تؤثر في المعالجة، فترى كثيرًا من الكفار وكذلك ضعفاء الإيمان يُصابون بالانهيار أو يُقدمون على الانتحار للتخلص من الكآبة والحبوط واليأس إذا ما وقعوا في ورطة أو أصابتهم مصيبة وكم مُلِئَتْ المستشفيات من مرضى الانهيارات العصبية والصدمات النفسية وكم أثَّرَتْ هذه الأمور على كثير من الأقوياء، فضلًا عن الضعفاء، وكم أدت إلى العجز التام أو فقدان العقل والجنون.

أما من اهتدى بهدي الإسلام فإنه يجد العلاج فيما أتى من لدن العليم الخبير الذي خلق الخلق وهو أعلم بما يُصْلِحُهُم؛ قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤)} (الملك: ١٤).

فهلم إلى استعراض بعض أنواع العلاجات التي جاءت في هذه الشريعة:

<<  <  ج: ص:  >  >>