وفي كل خيمة ألف حورية، وعلى كل حورية ألف حلة من ذهب!! وفي المقابل أحاديث العذاب: من فعل كذا وكذا وكذا وضع في تنورٍ من نار فيه ألف فرن، في كل فرن ألف أفعى، في كل أفعى ألف لسان، في كل لسان ألف نوعٍ من أنواع السم يقرصه صباحًا ويلدغه مساءً وهكذا!
مع استمرار الكلام في هذه الأشياء وطَرْق مثل هذه الأحاديث الخيالية يتعود الناس على المبالغة مما يعكس أثرًا سيئًا وهو أنهم لا يتقبلون أحاديث صحيحة كحديث - على سبيل المثال -: «ويلٌ لمن فعل كذا» لأن كلمة ويل صارت بالنسبة للأحاديث التي فيها ألف ألف كذا وكذا شيئًا قليلًا، فصاروا لا يتأثرون، فلابد أن تأتي بحديث فيه ألف ألف كذا، وعشرة آلاف كذا، ومائة ألف كذا حتى يتأثر، وهذه من إحدى السلبيات لانتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
[٢ - إيقاع المسلم في الشرك الصريح]
من الآثار السيئة لهذه الأحاديث: إيقاع المسلم في الشرك الصريح، والكفر المخرج عن الملة، والردة عن الدين، والعياذ بالله مثل حديث:«إن اعتقد أحدكم بحجرٍ لَنفَعه» لو اعتقدت أن هذا حجر يضر وينفع لنفعك، لا يوجد حجر ينفع! إن في هذا إرجاعًا للمسلمين إلى الجاهلية الأولى، إلى عبادة الأحجار، والأوثان.
وفيه صرف للناس عن التوسل المشروع إلى التوسل غير المشروع. فبدلًا من أن يقول الشخص مثلًا: يا الله! إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام! ويسأل الله، يأتيه هذا الحديث، مثلًا:«توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم» ونأتي نقول: نسألك بحق الأنبياء، نسألك بجاه محمد، نسألك بكذا وكذا، وقد بين لنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - توسلاتٍ مشروعة، ولكن هذه الأحاديث لا تدع الناس يكملون التوسل المشروع بل تصرفهم إلى الشيء غير المشروع.