[٢٤ - المستقبل لهذا الدين رغم مرارة الواقع]
ألمْ يَأْنِ للكفرِ أن يُهزَما ... ألم يأْنِ للدينِ أن يَحكما؟
فقدْ طالَ من أمتي نومُها ... وليلُ الجهالةِ قد خيّما
وأنظرُ حوليَ في حسرةٍ ... وأستعجلُ النصرَ مُسترحما
ليَعلمَ مَنْ لم يزلْ جاهلًا ... ويُبصرَ مَنْ لم يزلْ في عَمَى
بأنَّ السبيلَ لمستنصر ... بأن يَنصرَ اللهَ ربَّ السما
وأنَّ الذي لم يزلْ عاصيًا ... حريّ وأجدرُ أن يُهزما
ومنْ لم يقاومْ هَوى نفسِه ... يَظلَّ أسيرَ الهوى دائمًا
ولنْ تَستقيمَ لعودٍ ظلال ... إذا لم يكنْ جذعُه قائما
يغيِّرُ ربُّ إذا غيّروا ... ولن ينصرَ اللهُ مستسلما
• البشارة بمستقبل الدين رغم مرارة الواقع:
كثيرًا ما يرد على أسماع المصلحين والدعاة وطلاب العلم أن المستقبل لهذا الدين، وأن المستقبل للإسلام، وأن النصر قادم إن شاء الله تعالى. فيقول القائل في مرارة وحسرة: أيّة بشرى بمستقبل الإسلام والمذابح الوحشية تلاحق المسلمين في كل مكان، أية بشرى وأيّ أمل وقد بُتر من جسد الأمة القدس الحبيب، أولى القبلتين ومسرى الرسول الأمين - صلى الله عليه وآله وسلم -، وقد بترت العراق والشيشان وأفغانستان وغيرهم؟
أية بشرى وأي أمل وقد اتفق أعداء الإسلام ـ على اختلاف مشاربهم وتعدد دياناتهم ـ على القضاء على الإسلام واستئصال شأفة المسلمين، أية بشرى وأي أمل وقد مات ثلة من علماء الأمة الربانيين والمصلحين المخلصين واحدًا تلو الآخر رحمهم الله تعالى جميعا، وبالرغم من كل هذا بل وأكثر من هذا نقول:
لئِنْ عرفَ التاريخُ أوسًا وخزرجَا فلِلّهِ أوسٌ قادمونَ وخزرجُ
وإن كنوز الغيب تُخْفِي طلائعًا صابرةً رغمَ المكائدِ تخرجُ
•