للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يخفى أن هذا الحديث يفتح باب الشرك على مصراعيه لأنه يجعل ميزان الاعتقاد هو النفع بل الاعتقاد نفسه، فكل من اعتقد في شيء وظنه نافعًا حتى لو كان حجرًا جعله الله كذلك، وكل مَن أتاه نفعٌ مِن عقيدةٍ ما كان هذا اعتقادًا صحيحًا.

وهكذا أصبحت هذه الأحاديث الباطلة التي لا أصل لها سندًا ومُتكَّئًا لشرك الألوهية الذي جاءت الرسل للتحذير منه.

[ثانيا: في حقيقة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -]

وأما بالنسبة للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فإن الوضاعين والكذابين قد ألفوا من الأحاديث ما حرف العقيدة الخالصة في الرسول فقد زعموا أنه أول خلق الله ظهورًا في الوجود وأنه مخلوق من نور الله وأنه ما خلق سماء ولا أرضًا ولا جنة ولا نارًا إلا من أجله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

وجعلوه داعيًا للناس إلى دعائه والتوسل به إلى الله، وأن من حج ولم يزر قبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقد جفاه، بل جعلوه هو الله المستوي فوق العرش وأنه الذي أنزل القرآن!!

وقِسم آخر من الوضاعين افتروا عليه أحاديث في الطعم والشراب والجماع والطب أرادوا بذلك عيب النبي وشينه وتحقير أمره وبالتالي إسقاط رسالته ووحيه.

وإليك بعضًا مما فعل هؤلاء وهؤلاء:

«خلقني الله من نوره، وخلق أبا بكر من نوري، وخلق عمر من نور أبي بكر، وخلق أمتي من عمر، وعمر سراج أهل الجنة».

والحديث المنسوب إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأنبياء، قال: «يا جابر أن الله تعالى خلق قبل الأنبياء نور نبيك من نوره، فجعل هذا النور يدور بالقدرة حيث يشاء الله تعالى، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار، ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>