للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٩ - سلامة الصدر (١)

القلب السليم:

قد علق الله - سبحانه وتعالى - النجاة والفوز يوم القيامة بسلامة القلوب بقوله تعالى: { ... يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (الشعراء: (٨٨)(٨٩))، والقلب السليم هو القلب السالم من الشرك وغيره من محبطات الأعمال، والسالم من سيِّءِ الأخلاق كالغِلّ والحسد والبغضاء والحقد، وهو الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره.

والقلب السليم المحمود هو الذي يريد الخير لا الشر، وكمال ذلك بأن يعرف الخير والشر، فأما من لا يعرف الشر فذاك نقص فيه لا يمدح به.

وسئل ابن سيرين - رحمه الله -: «ما القلب السليم؟»، فقال: «الناصح لله في خلقه».

وصاحب القلب السليم عنده من اليقين والنور ما يهتدي به إلى المطالب العالية.

أقصر طرق الجنة:

قال قاسم الجُوعي - رحمه الله -: أصل الدين الورع، وأفضل العبادة مكابدة الليل، وأقصر طرق الجنة سلامة الصدر».

وعن سفيان بن دينار قال: «قلت لأبي بشير - وكان من أصحاب علي سدد خطاكم -: «أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟»، قال: «كانوا يعملون يسيرًا ويُؤْجَرُون كثيرًا». قلت: ولِمَ ذاك؟ قال: «لسلامة صدورهم».


(١) هذه الخطبة واللتان بعدها بتصرف من محاضرة (الأنقياء) للشيخ إبراهيم الدويش، ورسالة (البدر في فضل سلامة الصدر)، للدكتور نايف بن أحمد الحمد، القاضي في المحكمة العامة بالرياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>