للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٨ - مَن ترك لله عوضه الله (١)

نَسألُ اللهَ بِما يَقضِي الرّضَى ... حَسْبَيَ اللهُ بِمَا شاءَ قَضَى

رُبَّ أمرٍ بِتُّ قدْ أبرَمْتُهُ ... ثُمَّ مَا أصْبَحْتُ إلاَّ فانقَضَى

شَرُّ أيّامي هوَ اليَوْمُ الذي ... أقْبَلُ الدّنْيَا بدِينِي عِوَضَا

قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا للهِ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَّا بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ». (رواه الإمام أحمد، وقال الألباني: «سنده صحيح على شرط مسلم») (٢).

(إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا للهِ) أي امتثالًا لأمره وابتغاءً لرضاه بغير مشاركة غرض من الأغراض معه. وهذا التعويض من الله تعالى، ليس هو التعويض المادي فقط، بل تلك الراحة والاطمئنان والسعادة، والتوفيق إلى الأعمال الصالحة، كل ذلك قد يكون من ذلك التعويض الرباني.

قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق: ٢ - ٣). أمر الله - سبحانه وتعالى - بتقواه، ومن اتقاه فإن الله يجعل له فرجًا ومخرجًا.

فكل من اتقى الله تعالى، ولازم مرضاة الله في جميع أحواله، فإن الله يثيبه في الدنيا والآخرة. ومن جملة ثوابه أن يجعل له فرجًا ومخرجًا من كل شدة ومشقة، وكما أن


(١) هذه الخطبة والتي تليها بتصرف من كتاب (مَن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه) لإبراهيم بن عبد الله الحازمي.
(٢) أما لفظ: «ما ترك عبد شيئا لله لا يتركه إلا لله إلا عوضه منه ما هو خير له فى دينه ودنياه»، فقال الألباني: «موضوع بهذا اللفظ ... نعم صح الحديث بدون قوله في آخره: «في دينه ودنياه». [انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (١/ ٦١)].

<<  <  ج: ص:  >  >>