للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من اتقى الله جعل له فرجًا ومخرجًا، فمن لم يتق الله، وقع في الشدائد والآصار والأغلال، التي لا يقدر على التخلص منها والخروج من تبعتها.

وقوله تعالى: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} أي: يسُوقُ الله الرزق للمتقي، من وجه لا يحتسبه ولا يشعر به.

وعن أبَيّ بن كعب سدد خطاكم قال: «ما من عبد ترك شيئًا لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه».

وقال قتادة بن دعامة السدوسي التابعي الجليل: «لا يقْدِرُ رَجلٌ على حَرَامٍ ثم يَدَعه ليس به إلا مخافة الله - عز وجل - إلا أبْدَله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خيرٌ له من ذلك».

وإني لأدعو اللهَ والأمْرُ ضيّقٌ ... عليَّ فما ينفك أن يتفرّجا

وربَّ فتىً ضاقتْ عليه وجوهُهُ ... أصاب له في دعوة الله مَخْرَجا

ما حرّم الله على عبادة شيئًا إلا عوضهم خيرًا منه:

فقد حرّم عليهم الربا وعوّضهم منه التجارة الرابحة، وحرّم عليهم القمار، وحرّم عليهم الحرير وأعاضهم منه أنواع الملابس الفاخرة من الصوف والكتان والقطن وغيرها، وحرّم عليهم الزنا واللواط وأعاضهم منه النكاح بالنساء الحسان، وحرّم عليهم شُرْبَ المسْكِر وأعاضهم عنه بالأشربة اللذيذة النافعة للروح والبدن، وحرّم عليهم سماع آلات اللهو من المعازف وغيرها وأعاضهم عنها بسماع القرآن العظيم، وحرّم عليهم الخبائث من المطعومات وأعاضهم عنها بالمطاعم الطيبات.

ومن عجائب حكمة الله، أنه جعل مع الفضيلة ثوابها وهو الصحة والنشاط

وجعل مع الرذيلة عقابها، وهو الانحطاط والمرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>