إنه العيدُ جاءَ ضيفًا عزيزًا فاكتُبُوا بالمِدادِ فيضَ التهاني
كبّرُوا اللهَ عَلَّ تكبيرةَ العيدِ تضخّ الضميرَ في الشريانِ
زلزلَتْ في القديمِ إيوانَ كسرَى هلْ تهزُّ الغداةَ كِسرَى الزمانِ
معاشرَ المسلمين، أوصيكم ونفسي بما وصَّى به الله - عز وجل - في كتابه {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ}(النساء:١٣١).
وأوصيكم بما وصى به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - الصَّلَاةَ يَوْمَ الْعِيدِ، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلَالٍ، فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ» (رواه مسلم).
فأوصيكم ـ عبادَ الله ـ بتقوى الله، فإنها سعادةُ الأبرار وقوامُ حياةِ الأطهار، تمسَّكوا بوثائقها، واعتصموا بحقائقها.
• حاجة الأمة في هذا العصر إلى التمسك بمبادئ الإسلام وعظم مقاصد خطبة الوداع:
أيها المسلمون، هاهم حجاج بيت الله يخطون خطواتهم على تلك الأرض الطيبة الآمنة بأمان الله، هذه الأرض التي تحكي تاريخ الإسلام المجيد، تاريخ نشأة هذا الدين في هذه البطاح. قصة الانتصار والكفاح، سيرة النماذج المثالية العالية، ومصارع الشهداء في سبيل الحق، بلدٌ وتاريخٌ، قفزت فيه البشرية إلى أبعد الآفاق، دينًا ودنيا، علمًا وعملًا فقهًا وخلقًا.
أرضٌ طيبةٌ، تزدحم فيها هذه المناظر والمشاهد، حيةً نابضةً، تختلط فيه مشاعر العبودية، وأصوات التلبية، والإقبال على الربِّ الرحيم.