للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٥ - أنواع الهموم (١)

عسَى الهمُّ الذي أمسَيْتَ فيهِ ... يكونُ وراءَه فَرجٌ قَريبُ

فيأمنُ خائفٌ ويُفَكُ عَانٍ ... ويأتي أهلَه النائي الغريبُ

عانٍ (مفرد): والجمع عانون وعُناة، والمؤنث عَانية، والجمع عانيات وعَوَانٍ، والعاني: الأسير.

الهموم والغموم من طبيعة الحياة الدنيا:

إن من طبيعة الحياة الدنيا الهموم والغموم التي تصيب الإنسان فيها، فهي دار الشدة والضنك، ولهذا كان مما تميزت الجنة به عن الدنيا أنه ليس فيها هم ولا غم؛ قال تعالى: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} (الحجر:٤٨)، وأهلها لا تتكدر خواطرهم ولا بكلمة، قال تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (٢٦)} (الواقعة:٢٥ – ٢٦).

وطبيعة الحياة الدنيا المعاناة والمقاساة التي يواجهها الإنسان في ظروفه المختلفة وأحواله المتنوعة، كما دل عليه قول الحق تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} (البلد: ٤). فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال.

والمكروه الوارد على القلب إن كان من أمر ماض أحدث الحزن، وإن كان من مستقبل أحدث الهم، وإن كان من أمر حاضر أحدث الغم.


(١) هذه الخطبة واللتان بعدها بتصرف من رسالة (علاج الهموم)، للشيخ محمد صالح المنجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>