إن سلامة القلب تجاه الصحابة - رضي الله عنهم - والتأدب معهم من صميم اعتقاد أهل السنة والجماعة، وإن الطعن فيهم هو وسيلة للطعن في الدين الإسلامي فأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كلهم عدول ثقات، وهم الذين نقلوا لنا هذا الدين.
أولئك أصحابُ النبيِّ وحِزْبُه ... ولولاهُمُ ما كانَ في الأرضِ مُسْلِمُ
ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - كاتب وحي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأمير المؤمنين الذي مكث عشرين سنة أميرًا على الشام في خلافة عمر وخلافة عثمان سدد خطاكم، ثم خليفةً للمسلمين مثلَها.
ولعله لم تَنَلْ شخصيةٌ في التاريخ من التشويه مثل شخصية معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - خاصة من أهل الأهواء قديمًا للنزاعات السياسية والمذهبية، ثم وجد المستشرقون في رواياتهم مرتعًا خصبًا للنيل من الإسلام.
إن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - من الصحابة الأجلّة الكرام، الذين يجبُ الترضّي عن جميعهم، ولا يجوز الطعنُ فيهم، كما هو اعتقادُ الفرقة الناجية: أهلِ السُنَّة والجماعة، كيف وقد قال فيهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ»(رواه البخاري ومسلم).
(١) هذه الخطبة واللتان بعدها بتصرف واختصار من كتاب: (معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -، أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين - صلى الله عليه وآله وسلم -، دفع شبهات وردّ مفتريات) للمؤلف.