دلت هذه الآية الكريمة على أن كل من ادعى محبة الله - عز وجل -، وليس متبعًا لهدي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فإنه كاذب في دعواه، حتى يتبع سنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في جميع أقواله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال:«مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»(رواه البخاري ومسلم)؛ ولهذا قال - عز وجل -: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض الحكماء العلماء: ليس الشأن أن تُحِبّ، إنما الشأن أن تُحَبّ.
وقال الحسن البصري وغيره من السلف:«زعم قوم أنهم يحبون اللهَ فابتلاهم اللهُ بهذه الآية، فقال:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}».
ثم قال - عز وجل -: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أي: باتباعكم للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يحصل لكم هذا كله.
ثم قال آمرًا لكل أحد من خاص وعام:{قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا} أي: خالفوا عن أمره {فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر،