• عناية القرآن الكريم ببيان صفات المؤمنين وصفات غيرهم:
في كتاب ربِّنا - عز وجل - بيانٌ لأخلاق المؤمنين، بيانٌ لصفاتِهم الحميدة وأخلاقِهم الكريمة، وذاك دعوةٌ للأمّة المؤمنة أن تأخذَ بتلكم الأخلاق وتتَّصف بتلكم الصفات؛ فيذكُر الله أهلَ الإيمان، يذكر أخلاقَهم وأعمالهم، وهو حثٌّ لنا جميعًا على الأخذ بها والعمل بمقتضاها، كما يذكر أخلاقَ المنافقين وصفاتِهم وأخلاقَ الكافرين، ليكونَ المسلم على علمٍ بتلكم الصفات والأخلاق، فيبتعد كلَّ البُعد عنها.
• خلق رعاية الأمانة:
أيّها المسلم، وأنت تقرأ كتابَ الله تمرُّ بك آية، وهي قول الله جلّ جلاله في صفات المؤمنين:{وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ}(المؤمنون:٨).
لقد وصف الله - عز وجل - أهلَ الإيمان بأنّهم راعون لأماناتهم، حافظون لأماناتهم، {وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ}، فهم يرعَون الأمانَة حقَّ الرعاية، ويقومون بمقتضاها حقَّ القيام.
• الخيانة من صفات المنافقين:
إنّ من خصال المنافق خيانةَ الأمانة، ولذا يقول - صلى الله عليه وآله وسلم -: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»(رواه البخاري ومسلم)، فلمّا فقد الإيمانَ كان خائنًا لأمانته فيما بينَه وبين الله، وفيما بينه وبين عباد الله. كم خان المنافقون أماناتِهم، وكم شمَتوا بالمسلمين، وكم أرجفوا برسول الله وصحابتِه الكرام، وكم قالوا وافترَوا، ولكنّ الله لهم بالمرصاد؛ لأنّهم أظهَروا الإيمانَ وأبطنوا الكفرَ المحض، فالخيانة من أخلاقهم، أمّا المؤمنُ فبعكس ذلكَ، الأمانة خلقُه، والخيانة بعيدٌ عنها كلَّ البعد، فلنتّق الله فيما اؤتمنَّا عليه.