للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأداء ما تحمله من الديون بسبب الإصلاح، وإن كان قادرًا على أدائها من ماله، فقال الله تعالى: {وَالْغَارِمِينَ} (التوبة:٦٠) وهم من تحملوا الديات لأجل الإصلاح بين الناس، وكف بعضهم عن قتل بعض.

• المصلح بين الناس .. وآدابه:

إذا كان المتدخل في الخصومة غير عاقل لا يحسن التصرف، فإن إفساده أكثر من إصلاحه، وهذا أمرٌ مشاهد، فإن عددًا من الناس يتدخل في القضية لأجل الإصلاح ـ بزعمه ـ، فإذا به يباعد الشُقّة، ويتسبب في مزيدٍ من الفرقة، ويحصل الكثير من الخلاف بعد أن كان شيئًا محدودًا، فإذا به يستشري وينتشر.

فنذكّر المصلحين الذين يريدون التدخل للإصلاح:

أولًا: أن يبتغوا وجه الله تعالى: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا} (النساء:٣٥) أي: إذا كانت النية صافية ومُخْلَصَةً لله كانت النتيجة طيبة {يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا} (النساء:٣٥).

ثانيًا: الحكمة في التعامل في الأمور، فإن في كثيرٍ من الأشياء بين المتخاصمين حساسيات.

ثالثًا: التكتم: النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، «اسْتَعِينُوا على إنْجَاحِ الحَوَائِجِ بالكِتْمَانِ» (صحيح رواه البيهقي والطبراني وغيرهما) فلكي تنجح القضية، لابد من التكتم وعدم نشر التفاصيل بين الناس.

رابعًا: أن يذكر كل واحد من المتخاصمين بالله - عز وجل -، وبحق الآخر عليه، إن كان أخًا في الله يذكر بحقوق الأخوة، وإن كان زوجًا يذكر بحقوق الزوجة، وإن كانت زوجة تذكر بحقوق الزوج.

وكذلك فإنه لا بأس أن تنقل إليه كلمات من الخير على لسان الطرف الآخر، وتكتم عنه أمورًا من الشر جاءت على لسان الطرف الآخر، هذا من الحكمة والسياسة في الإصلاح بين المتخاصمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>