يا قومِ ما في الاختلاط سوى ... الأذى وبقاؤنا في أرذلِ الأحوال
ثم انظروا يا قومِ فيمن حولنا ... ممن أطاعوا دعوةَ الإضلال
لما تخالط بالرجالِ نساؤُهم ... ذهبت كرامتهم كطَيْفِ خيال
شاع الفسادُ بأرْضِهم وتخالطتْ ... أنسابُهم وبقُوا بأرذلِ حال
يا قومِ قد أبدَيْتُ نُصحي فاحذرُوا ... مِن كل مَن يدعو إلى الإضلال
إن جعبة الباحثين والدارسين لظاهرة الاختلاط حافلة بالمآسي المخزية، والفضائح المشينة، التي تمثل صفعة قوية في وجه كل من يجادل في الحق بعدما تبين.
وإن الإحصائيات الواقعية في كل البلاد التي فيها الاختلاط ناطقة بل صارخة بخطر الاختلاط على الدنيا والدين، لخصها العلامة أحمد وفيق باشا العثماني، الذي كان سريع الخاطر، حاضر الجواب عندما سأله بعض عُشَرائه من رجال السياسة في أوربا، في مجلس بإحدى تلك العواصم قائلًا:«لماذا تبقى نساء الشرق محتجبات في بيوتهن مدى حياتهن، من غير أن يخالِطْنَ الرجال، ويغْشَيْنَ مجامِعَهُم؟»، فأجابه في الحال قائلًا:«لأنهن لا يرغَبْنَ أنْ يَلِدْنَ من غيرِ أزواجهن». وكان هذا الجواب كصَبِّ ماء بارد على رأس هذا السائل، فسكت على مضض كأنه ألقم الحجر.
ونستطيع - بكل قوة - أن نجزم بحقيقة لا مراء فيها، وهي أنك إذا وقفت على جريمة فيها نُهِش العرضُ، وذُبِح العفافُ، وأهدِرَ الشرف، ثم فتشت عن الخيوط