للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هلك وأهلك» ما هي النتيجة؟ إلغاء هذا البند من أصول الفقه، وعدم الاستفادة من القياس إطلاقًا.

[٩ - التفرقة بين المسلمين]

ومن الآثار السيئة: التفرقة بين المسلمين، وذم بعض الأجناس أو الألوان، ومخالفة قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣)} (الحجرات: ١٣) كحديث: «دعوني من السودان؛ إنما الأسود لبطنه وفرجه»، يقول: الأسود فقط همه البطن والفرج، سبحان الله! ألم يكن من صحابة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بلال بن رباح؟ أمَا كان عطاء بن أبي رباح - رحمه الله - من كبار علماء مكة وكان يخضع له الملوك والخلفاء ويأتونه ويستفتونه؟ إذًا: هذه الأحاديث التي تفرق شمل الأمة، وتفضل أجناسًا على أجناس، وعرقًا على عرق إنما هي من مفرزات الجاهلية فصِيغَتْ بهذه الأحاديث الموضوعة.

[١٠ - تشويه سمعة الصحابة - رضي الله عنهم -]

كثير من الناس الآن يعرفون الحديث الذي فيه أن الصحابي ثعلبة بن حاطب طلب المال وكسب المال وخرج عن المدينة وفوَّت صلاة الجمعة والجماعة، وأنه بعد ذلك أراد أن يتوب فلم يقبل منه - صلى الله عليه وآله وسلم - الزكاة، وأن أبا بكر لم يقبل منه الزكاة ولا عمر - رضي الله عنهما -، وعندما تُرَاجِعُ الحديث تجد أن سنده ضعيف وأن ثعلبة بن حاطب سدد خطاكم بريءٌ من هذا الكلام، وأنه صحابي جليل كانت له مواقف محمودة.

[١١ - إعانة المستهترين على الاجتراء على الله بالمعاصي]

وكذلك من آثارها السيئة أيضًا: إعانة المستهترين على الاجتراء على الله بالمعاصي مثل حديث: «إنما حَرّ جهنم على أمتي كحَرّ الحمَّام» فإذا كان حر جنهم على أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - مثل حر الحمام فما الذي يمنع الناس أن يرتكبوا المعاصي، إذا كانت النهاية هي عبارة عن حمام ساخن؟ فهل بعد هذا القبح وبعد هذه الآثار السيئة من شناعة، وآثارٍ تدفع الناس إلى الوقوع في المعاصي والجرأة على الله - عز وجل -؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>