للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأضاف محمد عثمان عبده البرهاني: «كل هذه الأدلة توضح أن القرآن وهو أكبر معجزة للنبي كان عند النبي قبل البيت المعمور، وقبل جبريل وهو والخلق جُزْءٌ مِن كُلّ» (١).

وليس بعد هذا الكفر والزندقة كفر ولا زندقة، بل ولا هذيان.

مَن أرادُوا شَيْنَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -:

وأما الوضاعون الذين أرادوا شَيْنَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فإنهم وضعوا عليه أحاديث في الأطعمة والأشربة يناقضون بها ما صح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في ذلك ويعيبون بها النبي كحديث: «ربيع أمتي العنب والبطيخ»، و «من أكل فولة بقشرها أخرج الله منه من الداء مثلها»، و «الباذنجان شفاء من كل داء»، و «الباذنجان لما أكل له»، و «أكل السمك يُذهب الجسد»، وحديث: «إن الله خلق آدم من طين فحرم أكل الطين على ذريته»، وحديث: «عليكم بالعدس فإنه مبارك، وإنه يرق القلب، ويكثر الدمعة، وأنه قد بارك فيه سبعون نبيًّا»، وحديث: «بئست البقلة الجرجير»، وحديث: «لو كان الأرز رجلًا لكان حكيمًا»، وحديث: «الأرز مني وأنا من الأرز»، ونحو هذا من السخافات والهذيانات التي وضعها الوضاعون وألصقوها بسيد المرسلين ومَن بعَثَه الله رحمة للعالمين وهاديا للخلق أجمعين - صلى الله عليه وآله وسلم -.

وهذه الأحاديث استغَلّها مَن يريد الطعن بالرسالة المحمدية قديمًا وحديثًا، كما أخبر بعض الطلاب ممن درس في جامعات تبشيرية أن القس الذي كان يدرس لهم كان يقول لهم: «رسولكم كان يقول: «لو كان الأرز رجلًا لكان حكيمًا»، وهذا لا يصدر من نبي»!! ولما كان الطلاب لا يعرفون أن هناك حديثًا صحيحًا وآخر مكذوبًا ما كانوا يستطيعون جوابًا، وترك هذا في أنفسهم ما ترك.


(١) تبرئة الذمة (ص ١٠٠ - ١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>