إذًا المسألة مخططٌ لها، مذاهب قامت في التاريخ يريد كل أصحاب مذهبٍ منهم أن يؤصلوا لمذهبهم بأحاديث يروجونها بين المسلمين، يؤصلون للمذهب ويقَعّدون له بأحاديث موضوعة ومكذوبة على الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -.
ولقد وصل الحقد بهؤلاء الباطنية إلى صحابيٍ جليل مثل معاوية سدد خطاكم، فوضعوا أحاديث مثل حديث:«لكل أمة فرعون وفرعون هذه الأمة معاوية»، عندما يسمع الناس هذه الأحاديث ماذا يُحْدِث في قلوبهم على معاوية سدد خطاكم؟ ما هو الأثر السيئ لهذا الحديث في قلوب الناس على صحابة أجلاء كرام من صحابة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -؟
ولكن المتعصبة للطرف الآخر وضعوا أحاديث منها أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - «أخذ القلم من علي ودفعه إلى معاوية»، عليٌّ لا يصلح فمعاوية هو الكاتب الأمين؟!
وقد يحمل التعصب المذهبي الذميم بعض الناس على اختلاق الأحاديث على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فمنه مثلًا الحديث المشهور المعروف:«سراج أمتي أبو حنيفة النعمان»، «يكون في أمتي رجلٌ كنيته أبو حنيفة النعمان هو سراج أمتي، ويكون رجلٌ في أمتي اسمه محمد بن إدريس هو أضر على أمتي من إبليس»، يقصدون الإمام محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله - الذي هو مجدد من المجددين في الأمة في أصول الفقه، فهل سكت الطرف الآخر؟ كلا. بل اختلقوا حديث:«عالم قريش يملأ الأرض علمًا» يقصدون الشافعي.
[رابعا: الأحاديث الموضوعة والخرافة]
عمد الوضاعون إلى تصوير عالم من نسيج خيالهم، وبنات أفكارهم المريضة، ونفثات صدورهم الخبيثة المليئة بالحقد على الإسلام وأهله، وذلك صرفًا للناس عن دين ربهم وتشويهًا لجمال الإسلام، فمن ذلك زعمهم أن الله خلق ملائكة السماء الأولى على صورة بقرة، والثانية على صورة العقبان، والثالثة على صورة الناس، والرابعة على صورة الحور العين، والخامسة على صورة الطيور، والسادسة على صورة الخيل المسومة، والسابعة حملة العرش الكروبيون.