إن للسهر أضرارا وله آثاره المدمرة على الفرد والأسرة .. بل على المجتمع ككل، ولذلك استُخْدِمَ التعذيب بالسهر في العصور الوسطى لإجبار السجناء على الاعتراف، وقد أسَرَتْ الصين أثناء الحرب الكورية مجموعة من الطيارين الأمريكيين وأخضعتهم للحرمان من النوم كنوع من غسيل المخ حتى انهارت مقاومتهم.
وهاهي بعض آثاره حتى يدرك المسلم فداحة المصيبة وعظيم الخطيئة، فمن أضراره:
أولًا: مخالفة هدْيِ النبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم -:
فعَنْ أَبِي بَرْزَةَ سدد خطاكم أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - «كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا “ (رواه البخاري ومسلم). وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: “ جَدَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - السَّمَرَ بَعْدَ الْعِشَاءِ “ قَالَ خَالِدٌ:«مَعْنَى جَدَبَ إِلَيْنَا، يَقُولُ: عَابَهُ، ذَمَّهُ». (رواه الإمام أحمد في المسند، وابن ماجه وحسنه الأرنؤوط).
وخَالِدٌ هو خالد بنُ عبد الله الواسطي الطحان، وهو أحد رواة الحديث.
والحديث بعد العشاء يعني في الأمر المباح أما إذا كان الحديث في محرم فلا يجوز سواء كان بعد العشاء أو قبلها أو في أي وقت من ليل أو نهار.
ثانيًا: إضاعة صلاة الفجر وتفويتها:
إن السهر من أسباب النوم عن صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة، التي تعدل قيامَ الليل كله مع صلاة العشاء مع الجماعة؛ فقد قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ». (رواه مسلم).