يشرع أن ينصح الخطيب أثناء خطبة الجمعة من يراه يؤذي الناس الموجودين بالمسجد، وأن ينصح من يراه دخل المسجد وجلس ولم يصل ركعتين، بأن يصلي تحية المسجد، لثبوت السنة بذلك.
ويغفل بعض الخطباء ـ وفقهم الله ـ عن تنبيه الداخلين إلى المسجد بعد خروج الإمام الذين يجلسون ولا يصلون ركعتين، والأولى للإمام أن ينبه على ذلك إذا رأى أحدًا دخل فجلس دون أن يركع ركعتين، ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - عَلَى المنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَخْطُبُ فَقَالَ لَهُ:«أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟» قَالَ: لَا، فَقَالَ: ارْكَعْ». (هذا لفظ مسلم).
ولفظ البخاري: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ:«أَصَلَّيْتَ يَا فُلَانُ؟» قَالَ: «لا».
قَالَ:«قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ».
ومن قالوا: لا يصليهما، واحتجوا بالأمر بالإنصات للإمام، فقولهم خلاف الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كقوله:«إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا»(رواه مسلم).
وجمهور أهل العلم على أن تحية المسجد سنة لمن يريد الجلوس فيه، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنها واجبة. فقد ورد في البخاري ومسلم عن أبي قتادة سدد خطاكم أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:«إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ المسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ».
وهذا الحكم يشمل الداخل أثناء الخطبة.
وخطبة الجمعة لا تمنع الداخل من أداء تحية المسجد، ولكن لتكُنْ خفيفة ولو دخل أثناء الآذان فليركع التحية.