للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - تقول هذه المرأة المكلومة: عزمنا على السفر إلى مدينة الرياض وعند ركوب السيارة جرى خلاف بينها وبين أحد أبنائها حول لبس الشماغ، حيث طلبت منه إحضاره فرفض فكانت المشادة بينهما وانتهت بدعائها عليه بقولها: «اذهب لا رَدَّك الله» تقول هذه الأم الحزينة: «وسافرنا إلى الرياض وكانت المصيبة في أحد الشوارع في الرياض حيث كنت أسير معه فإذا بسيارة تتجه نحوه وتصدمه، فيسقط يصارع الموت ولم يلبثْ سوى ساعات ثم يموت، وأعود إلى بلدي بعد هذا السفر بدونه»، هكذا كانت النهاية الأليمة؛ أستجاب الله دعاءها وذهب ابنها.

٤ - تذْكُر إحدى الأمهات أنه في أحد الأيام، وقبل أذان المغرب بقليل أراد أحد أبنائها السفر فحاولت أن يؤجله إلى الغد ليكون سفره نهارًا، ولكن الولد أصَرَّ

على السفر، وبالفعل سافر، تقول والدته: «لقد قلقتُ عليه أشد القلق، فما كان مني إلا أن فزعْتُ إلى الصلاة وذلك في الساعة الثامنة مساءً، وتضرعْتُ إلى الله وسألْتُه أنْ يحفظ ابني، وقدَّمْتُ مبلغًا يسيرًا صدقة لوجه الله.

وما هي إلا ساعات، ويتصل ابني بالهاتف يُطَمْئِنُنِي على وصوله سالمًا، وقال لي: «هل دعوْتِ اللهَ لي؟»، فسألْتُه: «لماذا تسأل؟»، قال: «في الساعة الثامنة تقريبًا، وبينما أنا أسير بسيارتي مسرعًا، وإذ بي أرى زجاج السيارة الأمامي، وقد أصبح عليه ظل أسود جعلني لا أرى أمامي فأصابني الخوف فحاولت إيقاف السيارة، وإذا بها واقفة فوضعت رأسي على مقود السيارة لحظات، ولما رفعت رأسي إذْ بالذي كان أمامي

قد ذهب، ويبدو لي والله أعلم أنه كان جملًا، وبعد هذا الموقف سارت السيارة، ولم أصَبْ بأذى ولله الحمد».

وما كان ذلك إلا بفضل الله، ثم بفضل وبركة دعاء والدته.

<<  <  ج: ص:  >  >>