والأهواء، وتصوير القرآن أنه كتاب خرافات وأساطير وليس كتابًا منزلا من الحكيم الحميد سبحانه.
وإليك بعضا من افتراء هؤلاء الوضاعون على القرآن، وللأسف عليه يعتمد أهل التفسير حتى لا يكاد يخلو تفسير واحد أن يناله شيء من ذلك.
فمن ذلك على سبيل المثال: ما ذكره بعض المفسرين عمن سماه عوج بن عنق الطويل وفي هذا الحديث «أن طوله كان ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة وثلاثين ذراع»، وأن نوحًا لما خوفه الغرق قال له:«أتحملني في قصعتك هذه»، وأن الطوفان لم يصل إلى ركبته، وأنه خاض البحر فوصل إلى حجزته فقط، وأنه كان يأخذ الحوت من عمق البحر فيشويه في عين الشمس، وأنه قلع صخرة عظيمة على قدر عسكر موسى، وأراد أن يرضخهم بها فوضعها الله في عنقه مثل الطوق».
وكذلك في تفسيرهم لقوله تعالى: {قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (٢٢)} (المائدة: ٢٢ (، أنهم العماليق وأن سبعين رجلًا من قوم موسى استظلوا في قحف رجل واحد منهم، وأن موسى لما نزل قريبًا من أريحا في فلسطين بعث اثني عشر رجلًا من بني إسرائيل ليتعرف خبرهم فهالهم ما رأوه من هيئتهم وجسمهم وأنهم دخلوا في بستان أحد العماليق فجاء فتتبع أثارهم ثم حملهم في كمه مع الفاكهة وذهب إلى ملكهم ونثرهم مع الفاكهة أمامه».
ومن ذلك نسبتهم الشرك إلى آدم وحواء في تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٩٠)} (الأعراف: ١٩٠).