٨ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَوَضَعْتُ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - طَهُورًا، فَقَالَ:«مَنْ وَضَعَ هَذَا؟»، قَالَتْ مَيْمُونَةُ:«عَبْدُ الله»، فَقَالَ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ»(رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الألباني).
لما اجتمع نساء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الغيرة، وطلبْن منه النفقة والكسوة، طلبن منه أمرًا لا يقدر عليه في كل وقت، ولم يزلن في طلبهن متفقات، شَقَّ ذلك على الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، حتى وصلت به الحال إلى أنه آلى منهن شهرًا.
فأراد اللهُ - عز وجل - أن يسهل الأمر على رسوله، وأن يرفع درجة زوجاته - رضي الله عنهن -، ويُذْهِبَ عنهن كل أمر ينقص أجرهن، فأمر رسوله أن يخَيِّرَهُنّ فقال:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا}(الأحزاب: ٢٨)، أي: ليس لكن في غيرها مطلب، وصِرْتُنَّ ترْضَيْنَ لوجودها، وتغضَبْنَ لفَقْدِها، فليس لي فيكن أرَبٌ وحاجة، وأنتن بهذه الحال.