للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(صِنْوُ أَبِيهِ): أَي أَصله وَأَصله شَيْء وَاحِد أَو مثله فِي رِعَايَة الْأَدَب وَحفظ الْحُرْمَة.

٨ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَوَضَعْتُ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - طَهُورًا، فَقَالَ: «مَنْ وَضَعَ هَذَا؟»، قَالَتْ مَيْمُونَةُ: «عَبْدُ الله»، فَقَالَ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» (رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الألباني).

من فضائل زوجات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -:

١ - قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (الأحزاب: ٦)؛ فقد وصفهنَّ بأنَّهنَّ أمّهات المؤمنين.

٢ - كونهنَّ خُيِّرْن بين إرادة الدنيا وزينتها، وبين إرادة الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترنَ اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرة، - رضي الله عنهن -.

قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (٢٩)} (الأحزاب: ٢٨ – ٢٩)

لما اجتمع نساء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الغيرة، وطلبْن منه النفقة والكسوة، طلبن منه أمرًا لا يقدر عليه في كل وقت، ولم يزلن في طلبهن متفقات، شَقَّ ذلك على الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، حتى وصلت به الحال إلى أنه آلى منهن شهرًا.

فأراد اللهُ - عز وجل - أن يسهل الأمر على رسوله، وأن يرفع درجة زوجاته - رضي الله عنهن -، ويُذْهِبَ عنهن كل أمر ينقص أجرهن، فأمر رسوله أن يخَيِّرَهُنّ فقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} (الأحزاب: ٢٨)، أي: ليس لكن في غيرها مطلب، وصِرْتُنَّ ترْضَيْنَ لوجودها، وتغضَبْنَ لفَقْدِها، فليس لي فيكن أرَبٌ وحاجة، وأنتن بهذه الحال.

<<  <  ج: ص:  >  >>